لِلنَّاسِ} كما قال {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 96] ويكون {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} رفعا على الابتداء والخبر (?).
وهذا معنى قول الفراء: جعل الفعل -يعني جعلناه- واقعًا على الهاء واللام التي في الناس، ثم استأنف وقال: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ}.
قال: ومن شأنِ العرب أن يستأنفوا بسواء (?) إذا جاءت بعد حرف قد تم به الكلام، فيقولون: مررت برجل سواءٌ عنده الخير والشر. والخفض جائز. وإنما اختاروا الرفع لأن سواء بمعنى واحد. ولو قلت: مررت على رجل واحد عنده الخير والشر لرفعت (?).
قال أبو علي: قوله {جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} أي مستقرًا ومنسكًا (?) ومتعبدًا. والمعنى على أنه نصبه لهم منسكًا ومتعبدًا (?) كما قال {وُضِعَ لِلنَّاسِ}، وقوله {سَوَاءً الْعَاكِفُ} رفع على أنه خبر ابتداء مقدم، المعنى: العاكف والبادي فيه سواء. ومن نصب فقال (سواء (?)) أعمل المصدر عمل (?) اسم الفاعل فرفع (العاكف) (?) [به كما يرفع بمستواه لو قال: مستويًا فيه العاكف