وتعقَّب الموصلي هذا القول وزاده بيانًا، وقال: وجه هذا القول أن تجعل "ذلك" بمنزلة "الذي" وتجعل الجملة التي هي قوله {هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} صلة له، وتنصب (?) "ذلك" التي بمعنى "الذي" بيدعو، فيصير التقدير: يدعو الذي [هو الضلال البعيد، ثم تقدم المفعول الذي] (?) هو "الذي"، فصار كما تقول: زيد يضرب (?)، و"ذلك" قد استعملت بمعنى "الذي" نحو قوله {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} [البقرة: 219] فيمن رفع الجواب فقال "قل العفو" (?). وقد ذكرنا هذا فيما تقدَّم.
هذا الذي ذكرنا هو الأقوال التي ذكرها أبو إسحاق في كتابه، وكلام الإمامين أبي علي وأبي الفتح عليها.
ثم ذكر أبو علي -من عند نفسه- قولاً خامسًا وهو: أن تجعل يدعو في قوله {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ} تكرارًا للفعل الأول على جهة تكثير هذا الفعل الذي هو الدعاء من فاعله، ولا تعديه إذ قد عديته مرة. هذا كلامه (?).
وشرحه أبو الفتح فقال: يجعل (?) "يدعو" تكرارًا و"يدعو" الأولى وهو قوله {يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ}، وترك إعمال الثاني؛ لأنَّها قد أعملت متقدمة، فاستغني فيها عن إعادة العمل، كما تقول: ضربت زيدًا ضربت. حكى ذلك