التفسير البسيط (صفحة 8768)

وقد جاءت هذه الحكاية عنهم مجيئًا واسعًا من ذلك قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49] وقوله: {يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [الزخرف: 49] وقالوا هذا بعد إيمانهم وتقديره: يا أيها الساحر عند أولئك الذين يدعونك ساحرًا، فأمَّا نحن فنعلم (?) أنك لست بساحر. انتهى كلامه (?).

وهذا القول -أنَّ "يدعو" بمعنى: يقول- هو قول الأخفش ذكره في كتابه (?)، واختيار المبرّد.

قال المبرد: يدعو بمعنى: يقول، كقول (?) القائل: ما يدعى فلان فيكم أي: ما يقال له. فمعناه: يقول لمن ضره أقرب من نفعه إله، فالخبر (?) محذوف لما دل عليه من قوله "يدعو من دون الله".

قال أبو علي: فأما قوله: يجوز أن يكون يدعو (?) في معنى يسمى، فقدل ممتنع غير جائز في الآية وقد أجاز سيبويه فقال: يقول دعوته زيدًا إذا أردت مني سميته فتعديه إلى مفعولين (?). والذي منع من (إجازة ذلك في الآية دخول لام (?) الابتداء في الكلام وإذا حمله على هذا التأويل لزمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015