قولهم: لهنك (?) رجل صدق (?). فاللام قبل "إنَّ" فتأمَّل هذا الكلام أي على هذا القول (?).
قال أبو إسحاق: وقالوا أيضًا: إنَّ "يدعو" معه هاء مضمرة وأنَّ "ذلك" من قوله {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ} في موضع رفع و"يدعو" في موضع الحال المعنى: ذلك هو الضلال البعيد يدعوه. المعنى في حال دعائه إياه، ويكون {لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} مستأنفًا مرفوعًا بالابتداء، وخبره {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} (?).
قال أبو علي: إنْ قال قائل: على هذا القول كيف يجوز هذا التأويل في التنزيل وحذف الهاء إنما يسوغ في الصلة والصفة، وليس هذا بصلة ولا صفة؟ والقول عندي أنَّ ذلك غير ممتنع لمضارعة الحال الصفة. ألا ترى أنَّك إذا قلت: جاء زيد راكبًا، فقد فصل راكب بين مجيئين أو أكثر كما أن قولك: جاءني رجل ظريف يفرق بين رجلين أو رجال والحال في هذا كالصفة، فتقدير قوله "ذلك هو الضلال البعيد" يدعو أشير إليه مدعوا (?) (?).
وزاد أبو الفتح الموصلي بيانا لهذا القول فقال: في "يدعو" من قوله {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ} هاء منصوبة بـ"يدعو" محذوفة، وتكون الجملة في موضع نصب على الحال من "ذلك" في قوله {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} [التقدير: ذلك