التفسير البسيط (صفحة 8334)

59

وهذا القول يشبه معنى قول ابن زيد. والقول ما عليه الجمهور. ومعنى الآية: اجعل بيننا وبينك موعدًا لنجيء بسحر مثل الذي جئت به، فننظر أينا يغلب صاحبه.

59 - قوله تعالى: {قَالَ} أي: موسى: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} [إن جعلت الموعد اسمًا لزمان الوعد رفعت اليوم على خبر الابتداء، من حيث كان الثاني هو الأوّل كما ذكرنا في البيت الذي أنشده أبو الحسن] (?)، وإن جعلت الموعد بمعنى الوعد، فقال أبو إسحاق: (المعنى وقت موعدكم يوم الزينة) (?).

وقال أبو علي: (اليوم ظرف أشبه فيه، فجعله الأوّل لما كان فيه، وأخرج من أن يكون ظرفًا ويدل على هذا قوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} ألا ترى أن قوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ} ليس من الظروف في شيء، فلولا أن اليوم في قوله: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} قد خرج من أن يكون ظرفًا لم يعطف عليه ما لا يكون ظرفًا) (?).

ومن قرأ: يومَ الزينة بالنصب (?)، فقال أبو إسحاق: (يوم منصوب على الظرف، المعنى: يقع يوم الزينة) (?).

قال أبو علي: (وعلى هذه القراءة يضمر قوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} ما يكون مبنيًا عليه، كأنه قيل: موعدكم يقع يوم الزينة، وموعدكم أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015