التفسير البسيط (صفحة 8328)

57

58

أو نسب موسى إلى الكذب {وَأَبَى} وأمتنع أن يقبل التوحيد، ونَسَب موسى إلى السحر.

57 - وهو قوله تعالى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا} يعني: مصر {بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى} تريد أن تغلب على ديارنا بسحرك، فتمتلكها وتخرجنا منها.

58 - {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ} فلنقابلن ما جئتنا به من السحر بسحر مثله {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا} الموعد في اللغة: يجوز أن يكون اسمًا للوعد فيكون مصدرًا، ويجوز أن يكون اسمًا لمكان الوعد (?). كقوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ} [الحجر: 43]. فالموعد هاهنا ينبغي أن يكون مكانًا؛ لأن جهنم مكان، ويجوز أن يكون الموعد اسمًا لزمان الوعد، كقوله تعالى: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ} [هود:81]، والذي في هذه الآية هو المصدر: اجعل بيننا وبينك وعدًا، ويدل على هذا قوله: {لَا نُخْلِفُهُ} أي: لا نخلف ذلك الوعد، والإخلاف: أن يعد العدة فلا ينجزها.

وقوله تعالى: {مَكَانًا سُوًى} ينتصب على الظرف للوعد (?)، وعند البصريين لا يجوز أن يكون ظرفًا للوعد الظاهر في الآية ويتعلق به؛ لأنه قد وصف بالجملة التي هي {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ} وإذا وصف لم يجز أن يتعلق به بعد الوصف له شيء منه؛ لأنه لا يوصف الاسم قبل تمامه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015