{عَهْدًا} أي لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الله عهدا. ومنهم من قال: (معناه: ليس الأمر كما يظنه من أنه يؤتى المال والولد) (?).
وقوله تعالى: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ} أي: سنأمر الحفظة بإثباته لنجازيه في الآخرة {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا} نزيده عذابًا فوق العذاب.
80 - وقوله تعالى: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} فيه قولان أحدهما: (نرثه ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطال ملكه). وهذا قول ابن عباس، وقتادة، وابن زيد (?). ويدل عليه قراءة ابن مسعود: (ونرثه ما عنده) (?). وما بعده من قوله: {وَيَأْتِينَا فَرْدًا} يدل على هذا القول؛ أي: أنه يأتي الآخرة بلا مال ولا ولد. القول الثاني: ما قاله السدي قال: (نرثه أهله وماله الذي في الجنة) (?). وهو قول الكلبي قال: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} في الجنة من الذهب والفضة والحرير فنجعله لغيره من المسلمين) (?).
وعلى هذا معنى الآية: لا نعطيه ما يقول ونسلبه الذي آتيناه في الدنيا حتى يأتينا خاليًا منه. وهو قوله: {وَيَأْتِينَا فَرْدًا} أي: خاليًا من الأموال والأولاد.