التفسير البسيط (صفحة 8188)

67

فلم حكي عنه بالتأكيد وهو منكر له ومن أنكر شيئا لم يؤكده؟ قال: والجواب أن هذا من باب الحكاية والمجازاه. كأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: لسوف تخرج بعد الموت حيا، فقال حاكيا ومعارضا لكلامه: {أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا} ولا يذهب مذهب التأكيد، وإنما يذهب مذهب الحكاية والمعارضة والمجازاة لكلامه، كما تقول العرب: رأيت زيدًا، فيقول السامع: من زيدا؟ وإذا قال: مررت بزيد، قال: من زيد؟ بالخفض أتبعوا آخر الكلام أوله على الحكاية والمجازاة) (?).

67 - فقال الله تعالى مجيبا لذلك الكافر {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} أي: هذا الذي جحد البعث أو لا يتذكر أول خلقه فيستدل (?) بالإبتداء على أن الإعادة مثله، وهو قوله: {أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} أي: من قبل إنكاره البعث خلقناه ولم يكن شيئا، كذلك نعيده كما قال: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس: 79] وقرئ: يذكر بالتشديد، والتخفيف (?). والتشديد في هذا المعنى أكثر؛ لأنه يراد به التدبر والتفكر وليس ذكرا عن نسيان، ومن ذلك قوله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [فاطر:37]، وقال: {إِنَّمَا يَتذكَّرُ أُولُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015