ومنتهى، كما ليس له غاية وحد، فأوصاف ذاته غير محدودة أيضًا. وهذا رد على اليهود حين ادعوا أنهم أوتوا العلم الكثير، وكأنه قيل لهم: أي: شيء الذي أوتيتم في علم الله، فكلماته التي لا تنفذ ولا تتناهى، كما لو كتبت بماء البحار وأضعاف ذلك. وقال ابن عباس في تفسير {كَلِمَاتُ رَبِّي}: (يريد مواعظ الشكر (?) مني، أو مواعيد ربي وعلمه في خلقه) (?).
وقوله تعالى: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} أي: بمثل البحر في كثرة مائه مدادا زيادة له.
وأراد لو جئنا بمثله مدادًا له، والمدد: كل شيء زاد في شيء. يقال أمددناهم بمدد أي: بقوم يزيدون في عددهم. قال الزجاج: ({مَدَدًا} منصوب على التمييز، يقول: ملؤ هذا، ومثل هذا ذهبًا، أي: من الذهب) (?). كقوله: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: 95] قال ابن الأنباري: (ويجوز أن يكون {مَدَدًا} منصوب على المصدر لجئنا بتقدير: لمدد البحر بمثله مددا، كما تقول: جاء فلان ركضا. قال: ويجوز أن يكون نائبا عن الحال بتقدير: لو جئنا بمثله مادين) (?).