بقوله: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} ولم يقل: الخرج الذي بذلوه، فلا يسألهم الحديد أيضًا (?). وهذا معنى قول ابن عباس: (يريدا احملوا إلى زبر الحديد) (?) ألا ترى أنه فسره بالحمل إليه لا بمعنى التمليك.
قال الفراء: (معناه: آتوني) (?). يريد: فلما ألقيت الباء زيدت ألف، كما تقول: قد أتيتك زيدًا، تريد: أتيتك يزيد، ويقوي هذا المعنى الذي ذكرناه قراءة من قرأ: ائتوني (?). موصولاً من الإتيان على معنى جيؤني، وهو هاهنا حسن لاختصاصه بالمعونة فقط دون أن يكون سؤال عينه. وعلى هذه القراءة انتصب زبر الحديد بحذف الحرف اتساعًا، فيصل الفعل إلى المفعول الثاني على حد: أمرتك الخير، والتقدير: ايتوني بزبر الحديد (?).
وزبر الحديد: قطعه في قول الجميع. قال الليث: (زبرة الحديد: قطعة ضخمة منه) (?). وأصلها الاجتماع ومنه: زبرى الأسد، وهي: ما اجتمع من الشعر على كاهله، وزَبَرْت الكتاب: إذا كتبته؛ لأنك جمعت