براحا، إذا راح من موضعه، ومنه قوله: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} [يوسف: 80] وقد مرَّ بنا، فإذا قلت: ما برح يفعل كذا، فكأنك قلت: أقام يفعل ذلك، ودام على حاله تلك من غير مفارقة. قال أبو إسحاق: (معنى {لَا أَبْرَحُ}: لا أزال، ولو كان معناه لا أزول كان محالاً؛ لأنه إذا لم يزل من مكانه لا يقطع أرضًا، وأنشد (?):
وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله مُنْتَطِقًا مُجِيدًا
أي: لا زال) (?). وقال صاحب النظم: (قوله: {لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} مكفوف عن إتمام نظمه؛ لأن فيه إضمارًا وهو: لا أبرح أمضى ماضيًا، أي: سائرًا حتى أبلع مجمع البحرين) (?).
قال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد ملتقى البحرين العذب والمالح) (?).
وقال قتادة: (يعني بحر فارس وبحر الروم) (?). وكان مجمع البحرين الموضع الذي وعد موسى للقاء الخضر -عليه السلام-.