التفسير البسيط (صفحة 7920)

38

مِنْ تُرَابٍ} قال ابن عباس: (يريد أن آدم خلق من تراب) (?). ثم ولده من نطفة، وإذا كان أبوه من تراب فهو من تراب، ومعنى النطفة في اللغة: الماء، يقال: في القربة نطفة من ماء (?). ولا فعل للنطفة.

قال الأزهري: (والعرب تقول للماء القليل والكثير: نطفة) (?). وسمى الله عز وجل المني نطفة قال: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} [القيامة: 37].

وقوله تعالى: {ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} قال الكلبي: (جعلك معتد الخلق والقامة, صحيح اليدين، والرجلين، والعينين) (?). والتسوية: جعل الشيء على المقدار.

وقال الزجاج: (أي: ثم أكملك) (?). وهذا الجيد في تفسير سواك هاهنا, لأن العرب تقول للغلام إذا تم شبابه: قد استوى، ومنه قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [القصص: 14] أي: تم شبابه واجتمع، فالتسوية هاهنا: واقع الاستواء بالمعنى الذي ذكرنا، يقال: سواه الله رجلاً فاستوى.

38 - ثم أعلمه صاحبه أنه موحد لله فقال: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015