وقوله تعالى: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} الآية، قال ابن عباس: (يريد إن كان البعث حقًا) (?) {لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} يريد: كما أعطاني هذا في الدنيا سيعطيني في الآخرة أفضل منه لكرامتي عليه (?).
وقال أهل المعاني: (هذا يدل على أن صاحبه المؤمن قد أعلمه أن الساعة تقوم، وأنه يبعث، فأجابه بأن قاله له: إن كان الأمر على ما أعلمتني أني أبعث، ليعطيني في الآخرة خيرًا مما أعطاني في الدنيا؛ لأنه لم يعطني هذا في الدنيا إلا وهو يريدني) (?).
وقال ابن زيد: (شك، ثم قال على شكه في الرجوع إلى ربه: ما أعطاني هذا إلا ولي عنده خير منه) (?). تهكما سولته له نفسه.
واختلفوا في قوله: {مِنْهَا} فقرؤا بالإفراد والتثنية (?). والإفراد أولى من حيث كان أقرب إلى الجنة المفردة في قوله: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ}، والتثنية لا تمتنع لتقدم ذكر الجنتين.
37 - فأجابه صاحبه مكفرًا له بهذا القول فقال: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ