التفسير البسيط (صفحة 7857)

في عددهم) (?)، وهذا لا يتجه؛ لأن قوله: {إِذْ يَتَنَازَعُونَ} إما أن يتعلق بقوله: {أَعْثَرْنَا}، أو بقوله: {لِيَعْلَمُوا} على ما بينا. وإذا جعلنا التنازع في قدر المكث أو في العدد لم يصح المعنى، إلا أن يجعل تمام الكلام عند قوله: {لَا رَيْبَ فِيهَا}، ثم يقول: {إِذْ يَتَنَازَعُونَ}، أي: اذكر يا محمد {إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ}: مدة مكثهم، أو في عددهم فلا يتعلق بما قبله. ومنهم من قال: (هذا التنازع يعود إلى التنازع في البنيان، والمسجد)، يروى هذا عن ابن عباس (?). يدل على هذا سياق الآية، وهو قوله: {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا}، يعني استروهم من الناس، قال ذلك المفسرون (?).

وقوله تعالى: {رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} يدل على أنه وقع تنازع في عدتهم، فمعنى: {رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ}، أي: بعددهم كما قال: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} [الكهف: 22]، ويحتمل أن هذا من قول الله ابتداء، ويحتمل أنه من قول بعض الناس الذين تكلموا في عددهم (?).

وقوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} قال ابن عباس: (يريد المؤمنين الذين لم يشكوا في البعث). قال المفسرون: (هم تندوسيس الملك وأصحابه) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015