اللغة: صَرْفُ الشيء من جهة إلى جهة، نحو تَصْرِيف الرِّيَاحِ، وتصريف الأمور والآيات (?)، قال أبو إسحاق: {صَرَّفْنَا}، أي: بينا (?)، وهو قول ابن عباس (?)، والأصل ما ذكرنا، ثم يصير بمعنى التَّبْيِين؛ لأن تصريفه إنما هو لِيَتَبَيَّن، ومفعول التصريف محذوف.
قال صاحب النظم: تأويله: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ}: بما أوجب تصريفه، كما قال في موضع آخر: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الكهف: 54] قال: وفيه وجه آخر، وهو أن تكون (في) زائدة، كما في موضع آخر: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} [الأحقاف: 15]، أي: أصلح لي ذريتي (?).
وقال أبو علي: أي صَرَّفنا ضروبَ القولِ فيه؛ من الأمثال وغيرها مما يوجب الاعتبار به والتفكر فيه؛ كما قال: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} الآية (?) [القصص: 51]، فعند أبي علي تقدير الآية: ولقد صَرَّفنا القول (?) في هذا القرآن.