التفسير البسيط (صفحة 7548)

وقوله تعالى: {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} يقال: ساءه يسوؤه، أي: أحزنه، وذكرنا ذلك في مواضع (?)، قال أبو علي: قال: {وُجُوهَكُمْ} على أنَّ الوجوهَ مفعول {لِيَسُوءُوا}، وعُدِّيَ إلى الوجوه، ولأن الوجوه قد يُراد بها ذَوو الوجوه؛ لقوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]، وكأن الوجوه إنما خُصَّت بذلك؛ لأنها تدل على ما كان من ذوي الوجوه من الناس من حزنٍ ومسرةٍ وبشارةٍ وكآبةٍ (?)، والمعنى: بعثناهم ليسوؤوا (?)، وهذه قراءة العامة (?)، وهي وَفْق المعنى واللفظ؛ أما المعنى: فإن المبعوثين هم (?) الذين يسوؤونهم في الحقيقة؛ لقتلهم إيّاهم وأسرهم لهم، وأما اللفظ: فإنه يوافق قوله: {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ}، وقرأ حمزة: {لِيَسُوءُوا} على واحد بالياء (?)، وفاعلُ يَسُوء يجوز أن يكون أحدَ شيئين: إما اسم الله سبحانه؛ لأن الذي تقدم بعثنا ورددنا وأمددنا، وإما أن يكون البعث، ودل عليه {بَعَثْنَا} المتقدم (?)، والفعل يدل على المصدر؛ كقوله تعالى: {وَلَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015