الخوف، يدل عليه أن في حرف أُبي: لباسَ الخوف والجوع (?)، فقد جعل للخوف لباسًا كما جعل للجوع، وحَمْلُه على الخفض باللباس أولى من حمله على الإذاقة؛ لأن اللباس أقرب إليه، فحمله على الأقرب أولى، وليكونا محمولين على عامل واحد، كما كان في قوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} [البقرة: 155]، الحمل على عامل واحد (?).
وقوله تعالى: {بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} قال ابن عباس: يريد بفعلهم بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- حيث كذبوه وأخرجوه من مكة وما هموا به من قتله (?).
قال الفراء: ولم يقل بما صنعت، ومثله في القرآن كثير، منه قوله: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُون} [الأعراف: 4] ولم يقل: قائلة، فإذا قال: {قَائِلُون} ذهب إلى الرجال، وإذا قال: قائلة، فإنما يعني أيضًا أهلها، ومثله: {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا} إلى قوله: {فَذَاقَتْ} (?) [الطلاق: 8 - 9].
113 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} يعني أهل مكة، {رَسُولٌ مِنْهُمْ} يعني مِنْ نسبهم يعرفونه بأصله ونسبه، {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَاب}، قال ابن عباس: يعني الجوع الذي كان بمكة (?)، وقال مجاهد: يعني القتل