التفسير البسيط (صفحة 7090)

وقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} النعمة هاهنا اسم أقيم مقام المصدر يقال: أنعم الله عليه، يُنْعِم إنعامًا ونِعْمَةً، أقيم الاسم مُقَام الإنعام؛ كقولك: أنفقت عليه إنفاقًا ونفقةً، بمعنى واحد (?) ولذلك لم يجمع؛ لأنه في مذهب المصدر، ومعنى قوله: {لَا تُحْصُوهَا}: لا يأتوا على جميعها بالعَدِّ لكثرتها، بيانه قوله: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: 28] أي أحاط علمه باستيفاء عدد كل شيء.

وقال الكلبي: لا تحفظوها (?)، وقال أبو العالية: لا تطيقون عدّها (?)، والقولان قد فُسّر بهما (?) قوله: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [المزمل: 20] قال الفراء: علم أن لن تحفظوا مواقيت الليل (?)، وقال غيره: معناه: علم أن لن تطيقوه (?).

وقوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} قال ابن عباس: يريد: أبا جهل ظلوم لنفسه كفّار بنعمة ربه (?)، وقال أبو إسحاق: هذا اسم للجنس، فقصد به الكافر خاصة؛ كما قال: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015