به (?)؛ لأنهم أشركوا فيها غير الله؛ كالرماد الذي ذرَّته الريح وصار هباءً لا ينتفع به، وذلك قوله: {لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا} أي: في الدنيا، {عَلَى شَيْءٍ}: في الآخرة، قال ابن عباس: يريد لا يجدون ثواب ما عملوا (?).
وقوله تعالى: {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} قال ابن عباس: يريد الخسران الكبير (?)، وعلى هذا يعني بالضلال: ضلالَ أعمالهم وهلاكَها وذهابها، وإذا ذهبت أعمالُهم ذهابَ الرمادِ في عُصوف الريح، فقد كَبُرَ خسرانُهم، ومعنى {الْبَعِيدُ} هاهنا: الذي لا يُرْجَى عَوْده، فهو بعيد من العود؛ لذهابه على الوجه الذي ذُكر، وقال الكلبي (?): الخطاء الطويل (?)، فعلى هذا المراد بالضلال هاهنا ضلال الكفار كقوله: {ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 167] أي بعيد من الهدى والرجوع عنه.
19 - قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية. معنى: {أَلَمْ تَرَ} هاهنا التنبيه (?) على خَلْق السموات والأرض، وقرأ حمزة والكسائي: {خَالِقَ السَّمَاوَاتِ} على فاعل (?) فمن قرأ: