كأنه كان في ذكر شيء فتركه وعاد إلى ذكر هذه المرأة، كذلك الله تعالى ترك ذكر الاحتجاج عليهم، وبين سبب كفرهم وإقامتهم على ذلك، بقوله: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ} قال ابن عباس (?): يريد زين الشيطان لهم الكفر، ففسر المكر بالكفر؛ لأن مكرهم بالرسول وبما جاء به كفر منهم.
وقوله تعالى: {وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} قال ابن عباس (?): وصدهم الله عن سبيل الهدى، وضم الصاد قراءة (?) أهل الكوفة، واختيار أبي عبيد (?)، قال: لأنه قراءة أهل السنة، وفيه إثبات القدر (?)، يعني أن تفسيره يكون على ما ذكره ابن عباس، وهذه القراءة حسنة لمشاكلة ما قبلها من بناء الفعل للمفعول، ومن قرأ بفتح الصاد فالمعنى: أنهم صدوا غيرهم عن الإيمان، يقال: صد وصددته، مثل: رجع ورجعته، ودليل هذه القراءة قوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (?).