وقوله تعالى: {أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} يعني أم يقولون مجازًا من القول وباطلاً لا حقيقة له والباء في قوله {بِظَاهِرٍ} لا يكون من صلة الشبه، بل هي من صلة القول المضمر على معنى: أم يقولون بظاهر من القول، وفسر الظاهر هاهنا تفسيرين أحدهما: أن معناه أنه كلام ظاهر، وليس له في الحقيقة باطن ومعنى رجوع إلى حقيقة، والثاني أن معناه الباطل الزائل (?)، من قولهم (?) ظهر عني هذا العيب، أي لم يعلق بي، ونبا عني، ومنه قول أبي ذؤيب (?):
وتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُها
أي باطل وزائل، وهذا الوجه اختيار صاحب النظم.
وقوله تعالى: {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ} معنى (بل) هاهنا كأنه يقول دع ذكر ما كنا فيه؛ زين لهم مكرهم، كقول لبيد (?):
بل ما تَذْكُر من نَوَار وقَدْ نَأَتْ ... وتَقَطّعَتْ أسْبَابُها ورِمَامُهَا