الماء، لأن القدر معناه الهنداز (?)، فإن صغر الوادي قل الماء، وإن اتسع الوادي كثر.
قال أبو علي (?): المعنى بقدر مياهها، ألا ترى أن المعنى ليس على أن الأودية سالت بقدر أنفسها.
قال ابن عباس في رواية عطاء (?) {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} يريد قرآنًا، وهو مثل ضربه الله، {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} قال: يريد بالأودية قلوب العباد، قال ابن الأنباري: شبه نزول القرآن الجامع للهدى والبيان بنزول المطر، إذ نفع نزول القرآن يعم كعموم نفع نزول المطر، وشبه الأودية بالقلوب؛ إذ الأودية يستكن فيه الماء كما يستكن الإيمان والقرآن في قلوب المؤمنين، ونحو هذا قال الفراء (?): يقول قبلته القلوب بأقدارها وأهوائها.
وقال صاحب النظم: الماء هاهنا إن شاء الله الإيمان والحق، فهؤلاء الذين سمينا جعلوا الماء مثلًا للإيمان والقرآن، والأودية مثلًا للقلوب.
والباقون من المفسرين وأهل المعاني سكتوا عن بيان الممثل والممثل به، وجعلوا ابتداء المثل من قوله: {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا}، قال ابن عباس (?): وهو الشك والكفر، قال الفراء (?): يقال: أزبد الوادي