وقال مجاهد (?): {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} قال: مرضًا دون الموت، وقال جويبر عن الضحاك (?): كالشيء البالي، وقال قتادة (?): هرمًا، وقال مقاتل (?): مدنفًا، وذكر أبو روق أن أنس بن مالك قرأ: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} بضم الحاء وتسكين الراء، قال: يعني مثل عود الأشنان، ذكره ابن الأنباري بإسناده عن أبي روق (?).
وقوله تعالى: {أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} أي: من الميتين، قاله قتادة (?)، ومعنى الآية: أنهم قالوا لأبيهم: لا تزال تذكر يوسف بالحزن والبكاء عليه، حتى تصير بذلك إلى مرض لا ينتفع بنفسك معه، أو تموت بالغم، وأرادوا بهذا القول كفه عن البكاء والحزن إشفاقًا عليه.
قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ} قال المفسرون (?): لما رأى غلظتهم وعنفهم به في قولهم {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} قال لهم: إنما أشكو ما بي إلى الله تعالى لا إليكم.