ومقاتل (?) وأكثر المفسرين (?): ظن: أيقن، وهذا التفسير موافق (?) لقول من يقول: إنه حكم في عبارة الرؤيا بالقطع واليقين، فقال للذي (?) علم أنه ناج من الرجلين {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} وقال قتادة (?): إنما عبارة الرؤيا على الظن، فيبطل الله ما يشاء ويحق ما يشاء، وفسر الظن هاهنا على الشك والحسبان، وهذا موافق (?) مذهب من يقول لم يحتم يوسف بتأويل الرؤيا، والقول هو الذي عليه العامة.
وقوله تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} أي عند الملك (?) صاحبك، والرب هاهنا بمعنى السيد، قال المفسرون (?): قال له يوسف إذا خرجت من السجن، فقل للملك إن في السجن غلامًا محبوسًا ظلمًا، {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} الكناية في قوله: {فَأَنْسَاهُ} راجعة على يوسف في قول الأكثرين، قال مجاهد (?): أنسى الشيطان يوسف الاستغاثة بربه، وأوقع في قلبه الاستغاثة بالملك، فعوقب بأن لبث في السجن بضع سنين.