التفسير البسيط (صفحة 6665)

وقوله تعالى: {دَرَاهِمَ} بدل من الثمن وتفسير له وواحده درهم، ويقال (?): رجل مدرهم، أي: كثير الدراهم.

وقوله تعالى: {مَعْدُودَةٍ} قال ابن إسحاق (?): كانوا يعدون الدراهم، حتى يبلغ أوقية، فقال الله عزّ وجلّ {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}، ليعلم أنها أقل من أوقية، وذلك أنهم كانوا في ذلك الزمان لا يزنون ما كان وزنه أقل من أربعين درهماً، إنما كانوا يعدونه عدًّا، وقال أصحاب المعاني (?): يعني معدودة قليلة، وذكر العدد عبارة عن القلة، وذلك أن الكثير قد يمتنع من عدده لكثرته، والقليل يعد لقلته، وذكرنا الاختلاف في عدد الدراهم.

وقوله تعالى: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} قال الليث (?): الزهد: الزهادة في الدنيا، ولا يقال الزهد إلا في الدين خاصة، والزهادة في الأشياء كلها، ومعنى الزهد قلة الرغبة، يقال: زهد فلان في هذا، إذا لم يرغب فيه، وأصله من القلة، ومنه يقال: رجل زهيد، إذا كان قليل الطُّعْم، رجل مزهد قليل المال، ومصدر قوله {مِنَ الزَّاهِدِينَ} الزهادة لا الزهد، قال ابن عباس (?): يريد إخوة يوسف، كانوا في يوسف من الزاهدين.

قال الضحاك (?): لم يعرفوا نبوته، وموضعه من الله، وكرامته عليه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015