هذه السورة أو هذه الآيات بمجيء الحق فيها -وإن كان جميع ما أنزله الله حقا- تشريفًا للسورة ورفعًا لمنزلتها، وغيرها من السور غير منتقص الفضل بما لحق هذه السورة (?) من الاختصاص (?)، كقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] [فاختصاص الوسطى] (?) لا يزيل عن غيرها معنى التشريف ووجوب المحافظة عليها، ومثله كثير، وهذا الذي ذكرنا معنى قول أبي إسحاق (?) وابن الأنباري (?). وقال الحسن (?) وقتادة (?): وجاءك في هذه الحق: في الدنيا.
وقوله تعالى: {وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، يريد أنهم يتعظون إذا سمعوا هذه السورة بما نزل بالأمم لما كذبوا أنبياءهم، فتلين قلوبهم لسلوك طريق الحق، ويتذكرون بها الخير والشر، وما يدعو إليه كل واحد منهما من عاقبة النفع والضر، كما دعا إليه الأمم المكذبة الكافرة، والمصدقة المؤمنة.
قوله تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} تهديد ووعيد، يقول ما أنتم عاملون {إِنَّا عَامِلُونَ} وستعلمون عاقبة أمركم {وَانْتَظِرُوا} ما يعدكم