التفسير البسيط (صفحة 6567)

106

وقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ} أي من الأنفس في ذلك اليوم؛ لأن النفس في قوله: {لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ} لم يرد به واحداً، فصار كقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 47] وقوله تعالى: (شقي) يقال: شقي (?)، يشقى، شقاء، وشقاوة، وشِقْوة، وأصل معنى الشقاء في اللغة: الشدة والعسرة يقال: شاقيت فلانا مشاقاة (?): إذا عاسرته وعاسرك قال (?):

إذا تشاقى الصابرات لم يرث

يعني: جملاً يصابر جمالًا على شدة المشي والتعب، قال ابن عباس (?): {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ} كتبت عليه الشقاوة، {وَسَعِيدٌ} كتبت عليه السعادة.

106 - قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِير}، قال الليث (?): الزفر والزفير أن يملأ الرجل صدره غمًا ثم هو يزفر به، فالزفير إخراج النفس، والشهيق رد النفس. يقال شهق يشهق، وبعضهم يقول: شهوقًا، ونحو هذا روى أبو عبيد (?) عن أبي زيد، وهو قول جميع أهل اللغة، والإنسان إذا زفر فمد نفسه للإخراج ارتفع صدره وانتفخ جنباه، ومن هذا يقال للفرس: إنه عظيم الزفرة، أي عظيم الجوف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015