الكلام خطاب، وبعد ذلك إخبار عن غائب؛ لأن كل من أقام الغائب مقام من يخاطب جاز له أن يرده إلى الغائب، وأنشد:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية (?) إن تقلت (?) (?)
فقوله (تقلت)، خبر عن غائب بعد المخاطبة.
وقوله تعالى: {جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ}، قال الفراء: يعني الفلك، فقال: {جَاءَتْهَا} وقد قال: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ} ولم يقل وجرت، وكلٌ صواب، تقول: النساء قد ذهبت وذهبن، والفلك يؤنث ويذكر، ويكون واحداً (?) وجمعًا (?).
وقوله تعالى: {عَاصِفٌ}، قال الزجاج والفراء: ريح عاصف وعاصفة وقد عصفت عصوفًا وأعصفت، فهي معصف ومعصفة (?).
قال الفراء: والألف (?) لغة بني أسد (?) ومعنى عصفت الريح: اشتدت، وأصل العصف السرعة، يقال: ناقة عاصف وعصوف: سريعة،