وقوله تعالى: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}، قال عامة المفسرين: أي لماتوا وهلكوا جميعًا وفرغ من هلاكهم (?)، وقال أبو عبيدة: لفرغ عن أجلهم (?)، والتقدير: لفرغ من أجلهم ومدتهم المضروبة للحياة، فإذا انتهت مدتهم المضروبة للحياة هلكوا، ومعنى الفراغ من المدة: انقضاؤها، والشيء إذا انقضى فرغ منه، ونحو هذه الآية قوله: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} [الإسراء: 11].
فأما ما يتعلق به الجار في قوله: {إِلَيْهِمْ}، قال أبو علي: لما كان معنى (قضى): فرغ [وكان فرغ] (?) قد يتعدى بها الحرف نحو قوله (?):
ألان فقد فرغت إلى نمير ... فهذا حين صرت لهم عذابا
فلما تعلق (إلى) بفرغ كذلك تعلق بقضى (?).
وتحقيق التأويل: لو أجيبوا إلى ما يدعون به من الشر والعذاب لفرغ إليهم من أَجَلِهم بأن ينقضي الأجل فيموتوا ويحصلوا في البلاء والعذاب.
وقرأ ابن عامر: (لقَضَى إليهم أجلَهم) على إسناد الفعل إلى