[الحج:63]، المعنى: انتبه! أنزل الله من السماء ماءً، فكان كذا وكذا (?)، والمعنى في هذه الآية: أن المؤمنين نُبِّهوا على إعراض المنافقين عن النظر والتدبر لما ينبغي أن ينظروا فيه (?) ويتدبروه.
ومن قرأ بالياء فمعناه التقريع بالإعراض عن التوبة للمنافقين من غير أن يُصرف التنبيه إلى المسلمين (?) في الخطاب؛ لأن المسلمين قد عرفوا ذلك من أمرهم.
والرؤية على ما ذكرنا بمعنى العلم، ويجوز أن تكون من رؤية العين المتعدية إلى مفعولين وسدَّ (أن) مسدهما، وهذا الوجه أولى؛ لأن معنى الآية أنهم يُستبطؤون (?) على مشاهدة ما يفتتنون (?) به في الاعتبار والإقلاع عما هم عليه من النفاق، وهذا أبلغ في هذا الباب؛ ألا ترى أن تارك الاستدلال أعذر من المضرب عما يحس ويشاهد.
وقوله تعالى: {أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ}، قال ابن عباس في رواية عطاء: يمتحنون بالمرض في كل عام مرة أو مرتين (?).