التفسير البسيط (صفحة 6106)

واختلفوا في سبب نزول هذه الآية؛ فالذي عليه الجمهور أنه لما عيب من تخلف عن غزوة تبوك قال المؤمنون: والله لا نتخلف عن غزوة يغزوها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ولا عن سرية أبدًا، فلما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (?) [بالسرايا إلى العدو نفر المسلمون جميعًا إلى الغزو وتركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (?) وحده بالمدينة، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي (?)، وقتادة (?)، واختيار الفراء (?)، والزجاج (?)، وعلى هذا معنى الآية: ليس لهم أن يخرجوا جميعًا إلى الغزو.

وقوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} (لولا) إذا دخل على الفعل كان بمعنى التحضيض مثل (هلّا).

قال صاحب النظم: وإنما جاز أن يكون (لولا) بمعنى (هلّا) كلمتان: (هل) وهو استفهام وعرض و (لا) وهو جحد، فـ (هلا) تنتظم معنيين الجحد وهو (لا) والعرض وهو (هل)، وذلك أنك إذا قلت للرجل [هل تأكل] (?) هل تدخل؛ كأنك تعرض ذلك (?) عليه، وإنما جمعوا بين (هل) و (لا) (?)؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015