وتركته (?)، وأنا أرغب بفلان عن هذا الأمر: أي أبخل به عليه (?)، ولا أتركه له.
وقال عطية العوفي: (ولا يرغبوا بأنفسهم عن الأمر الذي بذل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه) (?).
وقال قطرب: (أي ليس لهم أن يكرهوا لأنفسهم ما يرضاه الرسول لنفسه) (?).
وقال الحسن: (لا يرغبون بأنفسهم أن يصيبهم من الشدائد مثل ما يصيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (?)، وهذه ألفاظ معناها متقارب.
وقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} الإشارة {ذَلِكَ} تعود إلى ما تقدم من النهي عن التخلف، وقال: ذلك النهى لما يحصل من الأجر والثواب في مقاساة كلف السفر، وهو قوله: {لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} وهو شدة العطش، يقال: ظمئ فلان يظمأ ظمأً (?) على (فَعِلَ) إذا اشتد عطشه، وهو ظمئ وظمآن، ويجوز في المصدر: ظمأة وظماء، قال ابن عباس: (يريد عطشٌ في الطريق) (?).
وقوله تعالى: {وَلَا نَصَبٌ} النصب: الإعياء من العناء، يقال: