إنا معكم متربصون مواعبد الله، من إظهاره دينه واستئصال من خالفه (?) وكان الشيطان يمني المنافقين موت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قوله: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} [الطور: 30].
وقال أبو إسحاق: يقول أنتم تربصون بنا إحدى الحسنيين، ونحن نتربص بكم إحدى السوأتين (?) فبين ما تنتظرونه وننتظر (?) فرق عظيم (?).
وقال أهل المعاني: ومعنى صيغة الأمر في قوله: فتربصوا التهدد (?)، وذلك أن تربصهم تمسك بما يؤدي إلى الهلاك، وتربص المؤمنين تمسك بما يؤدي إلى النجاة، وهذا بيان عما يوجبه اختلاف أحوال المحق والمُبطل.
53 - قوله تعالى: {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا}، قال ابن عباس: نزلت في جد بن قيس حين قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ائذن لي في القعود وهذا مالي أعينك به (?)، قال الفراء والزجاج: هذا لفظ أمر، ومعناه معنى الشرط والجزاء، المعنى: إن أنفقتم طائعين أو مكرهين لن يتقبل منكم، وأنشدا قول كُثّير: