التفسير البسيط (صفحة 5733)

هو الأول" (?).

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ}، قال الفراء: "أي لا عهود لهم" (?)، وفيه قراءتان: فتح الهمزة وكسرها (?).

قال الزجاج: "من قرأ: {لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} فقد وصفهم بالنكث في العهود وهو أجود القراءتين (?) " (?).

والذي يقوي الفتح قوله: {قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} [التوبة: 13] ولأنه إذا قال: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} عُلم أنه لا إيمان لهم، فالفتح في قوله: {لَا أَيْمَانَ} أولى؛ لأنه لا يكون تكريرًا إذ لم يقع عليه دلالة من الكلام الذي تقدمه كما وقع على الكسر.

ومعنى {لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} أي لا أيمان لهم صادقة؛ لأنه قد أثبت لهم الأيمان في قوله: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} [وفي قوله: {قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ}] (?) [التوبة: 13] فالمنفي هاهنا غير الموجب هناك؛ لأن معنى المنفي: لا أيمان لهم يفون بها، ولا أيمان لهم صادقة كما قال (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015