التفسير البسيط (صفحة 5679)

قال ابن عباس: إنهم قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - آمنا بما جئت به، ونشهد أنك رسول الله لننصحن لك على قومنا (?)، يقول الله تعالى: إن خانوك في هذا وكان قولهم خيانة.

وقال ابن جريج: أراد بالخيانة هاهنا: الخيانة في الدين وهو الكفر (?)، يعني إن كفروا بك فقد خانوا الله من قبل أن كفروا بالله: {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} ببدر، وهذا تهديد لهم إن عادوا إلى القتال، وأرادوا الخيانة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال الحسن: وإن يريدوا خيانتك مرة أخرى فيرجعوا إلى الكفر بعد ما مننت عليهم، ويخونوك بالقتال معك (?)، والعون عليك: {فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ} وقاتلوك {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} فإن رجعوا مرة أخرى أمكنك المرة الأولى (?).

وقال ابن كيسان: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ} يعني: نكث ما أعطوا من أنفسهم لئلا يقاتلوك {فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ} فأعطوا العهود فيما كان ينزل بهم من البلاء، ويسألونه الرزق، ويقولون: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ} [يونس: 22] و {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189] فامكن منهم (?)، وهذا القول يدل على أن أولئك الأسارى عاهدوا أن لا يقاتلوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015