التفسير البسيط (صفحة 5620)

54

فعلى هذا هم غيّروا هذه النعمة عليهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بتكذيبهم وقصدهم قتله، فغير الله عليهم ما أعطاهم من نعم الدنيا وأخذهم بعذاب الآخرة.

وقوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، قال ابن عباس: يريد: سميع لقولكم، عليم بنياتكم (?).

54 - قوله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} يجوز أن تكون الكاف متعلقة بمحذوف قبلها كما ذكرنا في الأولى، ويجوز أن تتعلق بما بعدها وهو قوله: {كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} يعني: أهل مكة كذبوا بآيات ربهم كصنيع آل فرعون في التكذيب بما جاء به موسى، ثم قال: {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} فذكر عقوبة الفريقين لما شبّه فعل أحدهما بفعل الآخر، ثم قال: {وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ} يعني آل فرعون وأهل مكة، والمفسرون على أن قوله: {كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} من فعل آل فرعون والذين من قبلهم (?)، قال ابن عباس: يريد: الذين كذبوا قبل قوم فرعون (?)، والوجه الأول (?) صحيح مرضي قوي، ويمكن أن يحمل عليه الأول من قوله: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا} (?) الآية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015