التفسير البسيط (صفحة 5464)

11

11 - قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ}. قال الزجاج: (إذ) موضعها نصب على معنى: وما جعله الله إلا بشرى في ذلك الوقت، قال: ويجوز أن تكون على (?): اذكروا إذ يغشيكم (?) النعاس (?).

واختلف القراء في {يُغَشِّيكُمُ} فقرؤوا (?) من غشي ومن أغشى ومن غشّى (?)، فمن قرأ (يغشاكم) فحجته قوله: {أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى} [آل عمران: 154] فكما أسند الفعل هناك إلى النعاس أو الأمنة التي هي سبب النعاس؛ كذلك في هذه الآية، ومن قرأ (يُغْشِيكم) أو (يُغَشّيكم) فالمعنى واحد، وقد جاء التنزيل بهما في قوله تعالى: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 9] وقال {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} [النجم: 54] وقال: {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ} [يونس: 27]،وإسناد الفعل في هذا إلى الله تعالى أشبه بما بعده من قوله (وينزل) (ويذهب).

وقوله {أَمَنَةً} منصوب مفعول له كقولك: فعلت ذلك حذر الشر، والتأويل: إن الله جل وعز أمنهم أمنًا حتى غشيهم النعاس بما وعدهم من النصر (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015