ياء الإضافة منفصل، ولم يجروا المنفصل مجرى المتصل، ولا يجوز في عُطيّ إلا الحذف لأنه متصل (?).
ومعنى {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ} أي: الذي يتولى حفظي وتصرفي هو الله لا غيره، {الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} يريد: القرآن، أي: أنه يتولاني وينصرني، كما أيدني بإنزال الكتاب (?). {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [قال ابن عباس: (يريد: الذين لا يعدلون بالله شيئًا ولا يعصونه) (?)، وفي هذا مدح الصالحين] (?) بأن الله عز وجل يتولاهم بنصره فلا يضرهم (?) عداوة من عاداهم، وفي ذلك يأس المشركين من أن يضره كيدهم ومكرهم. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} الآية [الأعراف: 197] معنى هذه الآية قد مضى في مثلها من قوله: {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا} [الأعراف: 192].
وإنما أعيد هذا المعنى لأن الأول مذكور على جهة التقريع، وهاهنا ذكر على جهة الفرق بين صفة من تجوز له العبادة ومن لا تجوز، كأنه قيل: إن ناصره الله ولا ناصر لكم ممن تعبدون (?).