بقوله: {لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} هذه الأمة، فقال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ}. [والأمي] (?) الذي لا يكتب ولا يقرأ في قول جميع المفسرين (?)، قال الزجاج: (معنى {الْأُمِّيَّ}: الذي هو على خِلْقَة الأُمَّة، لم يتعلم الكتاب فهو على جبلته) (?). وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنا أمّة أمّية لا نكتب ولا نحسُب" (?).
قال الأزهري: ([وقد] (?) قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: الأمي؛ لأن أمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب، وبعثه الله رسولاً وهو لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وكانت هذه الخلة إحدى آياته المعجزة؛ لأنه تلا عليهم كتاب الله منظومًا تارة بعد تارة بالنظم الذي أنزل عليه فلم يغيره ولم يبدل ألفاظه، وكان الخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها زاد فيها أو نقص، فحفظه الله على نبيّه كما أنزله وأبانه من سائر من بعثه إليهم بهذه الآية، وفي ذلك أنزل الله: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}