التفسير البسيط (صفحة 5218)

أحدهما: أن المراد بالذين اتخذوا العجل: الذين باشروا عبادة العجل.

وقوله تعالى: {سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ}. قال عطاء عن ابن عباس: (يريد: في الدنيا) (?)، يعني: أولئك تيب (?) عليهم بقتلهم أنفسهم فلا يلحقهم الغضب في الآخرة، وتفسير هذا الغضب في الدنيا قاله أبو العالية؛ قال: (هو ما أمروا به من قتلهم أنفسهم) (?).

وقوله تعالى: {وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. قال الزجاج: (الذلة لحقتهم بأنهم رأوا أنهم قد ضلوا فذلوا) (?). وعلى هذا معنى قوله: {سَيَنَالُهُمْ} -وقد نالهم الغضب و [الذلة] (?)، وهذه السين للاستقبال- هو أن هذه الآية إخبار (?) عما أخبر الله به موسى حين أخبره بافتتان قومه واتخاذهم العجل، أخبره أيضًا أن أولئك سينالهم غضب وذلة، ويُحتاج إلى تقدير محذوف كأنه قيل: وقلنا لموسى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ} الآية، والقول كثيراً ما يُضمر في الكلام.

الثاني: أن المراد بالذين اتخذوا العجل أبناؤهم الذين كانوا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا مذهب ابن عباس وعطية العوفي، قال ابن عباس: (هم الذين أدركوا النبي وآباؤهم الذين عبدوا العجل) (?). وقال في قوله (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015