وقال عبد الله بن مسلم: (أي: حظهم مما كتب عليهم من العقوبة) (?) فهذا كله قول من جعل {نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ}، العذاب، و {الْكِتَابِ} على هذا القول الظاهر أنه القرآن؛ لأنه ذكر عذابهم في القرآن في مواضع كما ذكره (?) أبو إسحاق، ويجوز أن يكون المراد بالكتاب اللوح المحفوظ.
وقال سعيد بن جبير، ومجاهد (?) وعطية العوفي {أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} (?) (أي: ما سبق لهم من الشقاوة والسعادة، ثم قرأ العوفي: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} [الأعراف: 30]، يعني: أن هؤلاء ممن أدركهم ما كتب لهم من الشقاوة، وإن كان فيهم أحد كتبت له السعادة أدركته، وعلى هذا المعنى دل كلام ابن عباس في رواية عطاء؛ لأنه قال: (يريد: ما سبق عليهم في علمي في اللوح المحفوظ) (?).