وقال أبو علي الفارسي: (قوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}، ليس معنى الكلام على الظاهر؛ لأن الظاهر (تعودون كالبدء) (?)، وليس المعنى على تشبيههم بالبدء، إنما المعنى على إعادة الخلق كما ابتدئ فتقدير {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} (كما بدأ خلقكم) أي: يعود خلقكم عودًا كبدئه (?)، فكما أنه لم يُعْنَ بالبدء ظاهره من غير حذف المضاف إليه، [كذلك لم يعن بالعود من غير حذف المضاف الذي هو الخلق، فلما حذف قام المضاف إليه] (?) مقام الفاعل [فصار الفاعلون] (?) مخاطبين، كما أنه لما حذف المضاف من قوله: كما بدأ خلقكم صار المخاطبون مفعولين في اللفظ)، ومثل هذه الآية في المعنى قوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] (?).