وقولى تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}، يقال: عاش يعيش عيشا ومعاشًا ومعيشة وعيشة ومعيشا بغير هاء (?) ومنه قول رؤبة:
إليك أشكو شِدَّةَ المَعِيشِ (?)
قال الليث: (العيش: المطعم والمشرب (?) وما يكون به الحياة، والمعيشة: ما يعاش به) (?)، [وقال الزجاج: (ومعنى المعايش: يحتمل أن يكون ما يعيشون به] (?) ويمكن أن يكون الوصلة إلى ما يعيشون به) (?).
وقد أشار ابن عباس إلى المعنين اللذين ذكرهما الزجاج فقال في قوله: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} (يريد: بما أفضل عليكم في الرزق وما فضلكم به على العرب، وهو أنهم ينسبون إلى الله وإلى حرمه وأمنه والعرب لهم تبع) (?) فقوله: (بما أفضل عليكم في الرزق) إشارة إلى [الوصلة] (?) إلى ما يعيشون به؛ لأنهم بذلك التفضيل توصلوا إلى المكاسب والتجارات، وعلى ما ذكره ابن عباس من التفسير تكون الآية خطابًا لقريش.