قال: ويجوز أن يكون {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ} (?) محمولًا على المعنى، فيكون أتلو عليكم ألا تشركوا [والمعنى: أتلو عليكم تحريم الشرك، قال: وجائز أن يكون على معنى أوصيكم ألاّ تشركوا (?)] به شيئًا؛ لأن قوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} محمول على معنى: أوصيكم بالوالدين إحسانًا) (?).
قال أبو بكر: (وقال آخرون: موضع أن نصب بعلى على (?) معنى الإغراء، والكلام انقطع عند قوله: {أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ} والابتداء {عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا} كما قال تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: 105] قال: ويجوز أن يكون أن في موضع رفع بعلى، كما تقول: عليكم الصيام والحج) (?).
وأما موضع (تشركوا) فذكر الفراء فيه قولين: (أحدهما: وهو الظاهر أنه نصب بأن، ويجوز أن يكون في موضع جزم بلا على النهي كقولك: أمرتك ألا تذهبَ إلى زيد بالنصب وأن لا تذهبْ بالجزم، كما قال الله تعالى {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ} [الأنعام: 14] فنصب أوله، ونهى في آخره. قال: والجزم في هذه الآية أحب إليّ لقوله: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ} [الأنعام: 152] وأمّا ما نسقته على {أَلَّا تُشْرِكُوا}