فأما معنى {هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} فقال الزجاج: (هاتوا شهداءكم [وقربوا شهداءكم]) (?) (?)، وهذه الكلمة تستعمل تارة بمعنى دعاء المخاطب كقولك: هلم إليّ، أي: ادن مني وتعال، وتارة تستعمل بمعنى التعدية كقولك: هلم الطعام والشراب، وبالمعنيين ورد القرآن قال الله تعالى: {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: 18]. وقال في هذه الآية: {هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ}، فإذا كان بمعنى التعدية فاشتقاقه من اللم الذي هو الجمع، وإذا (?) كان بمعنى دعاء المخاطب فاشتقاقه من اللمم بمعنى: الدنو (?).
151 - قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} قال الزجاج (?) وابن الأنباري (?): (موضع (ما) نصب بـ (أتْل)، أي: اتل الذي حرمه ربكم).
قال أبو إسحاق: (ويكون {أَلَّا تُشْرِكُوا} منصوبة بمعنى طرح اللام، أي: أبيّن لكم الحرام لئلا تشركوا به شيئًا؛ لأنهم إذا حرموا ما أحل الله عز وجل فقد جعلوا غير الله في القبول منه بمنزلة الله جل وعز فصاروا بذلك مشركين.