التفسير البسيط (صفحة 4717)

اتفق الجن مع الإنس في باب التمييز، فلما ذكرا (?) معًا جاز مخاطبتهما بما ينصرف إلى واحد.

وهذا قول الفراء (?)، والزجاج (?) ومذهب أكثر أهل (?) العلم، وعليه دل كلام ابن عباس؛ لأنه قال: (يريد: أنبياء من جنسكم ولم يكن من جنس الجن أنبياء (?) وإذا لم يكن من الجن أنبياء (?) ورسل، فكيف قال لهم مع الإنس: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ}؟ قال الكلبي: (كانت الرسل يبعثون إلى الجن والإنس) (?)، فعلى هذا قد بعث الرسل إلى الجن، ولكن لم تكن (?) الرسل من الجن، وتأويل (منكم) ما ذكرنا.

وقال آخرون: (الرسل كانت من الإنس، ولكن الله تعالى كان يسبّب قومًا من الجن ليسمعوا كلام الرسل، ويأتوا قومهم من الجن بما سمعوا وينذرونهم، كما قال الله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: 29] وهذا مذهب مجاهد قال: (الرسل من الإنس والنذر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015