وقوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ}، قال ابن عباس: (يريد: فيها مقامكم) (?).
قال الزجاج: (المثوى: المقام، {خَالِدِينَ فِيهَا} منصوب على الحال، المعنى: النار مقامكم في حال خلود دائم) (?).
قال أبو علي: (المثوى عندي في الآية اسم للمصدر دون المكان، لحصول الحال في الكلام معملًا فيها، واسم الموضع لا يعمل عمل الفعل؛ لأنه لا معنى للفعل فيه، فإذا لم يكن موضعًا ثبت أنه مصدر، والمعنى: النار ذات إقامتكم فيها، {خَالِدِينَ} أي: هي أهل أن يقيموا (?) فيها ويثووا خالدين، فالكاف والميم في المعنى فاعلون، وإن كان في اللفظ خفضًا بالإضافة، ومثل هذا قول الشاعر:
وَمَا هِيَ إلاَّ في إِزَارٍ وَعِلْقَةٍ ... مُغَارَ ابْنِ هَمَّامٍ عَلَى حَيِّ خَثْعَمَا (?)