قُطع خلفهم من نسلهم وغيرهم، فلم تبق (?) لهم باقية؛ لأنهم استؤصلوا بالعذاب. وأحسب الذين فسروا الدابر بالأصل ذهبوا إلى أن الأصل يبقى ببقاء النسل، فإذا انقطع النسل (?) انقطع الأصل وذهب، ففي قطع الدابر قطع الأصل، وحقيقة تفسير الدابر الآخر (?) والعقب والأصل معنى وليس بتفسير.
وقوله تعالى: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الزجاج (?): (حمد الله عز وجل نفسه على أن قطع دابرهم واستأصل شأفتهم) (?)، ومعنى هذا: أن قطع دابرهم نعمة على الرسل الذين أرسل إليهم فكذبوهم، فذكر الحمد هاهنا تعليم لهم ولمن آمن بهم ليحمدوا الله تعالى على كفايته إياهم شر الذين ظلموا , وليحمد محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ربهم إذ أهلك المشركين المكذبين (?).