واختلفوا في قوله تعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنَا} فقرئ {رَبِّنَا} بالنصب والخفض (?)، فمن خفض جعل الاسم المضاف وصفًا للمفرد، كقولك: رأيت زيدًا صاحبنا، وبكرًا جاركم؛ ومن نصب جعله منادى مضافًا، وفصل به بين القسم والمقسم عليه، والفصل بالنداء كثير في كلامهم، وذلك لكثرة النداء في الكلام، ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} [يونس: 88]. والمعنى: آتيتهم أموالاً ليضلوا فلا يؤمنوا، ففصل بالمنادي بين فعله ومفعوله (?).
قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الأنعام: 24] قال قتادة: (باعتذارهم بالباطل) (?).
وقال عطاء: (بجحد شركهم في الآخرة) (?).
وقوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ} عطف على قوله: {انْظُرْ} تقديره: وكيف، {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (?) بعبادته من الأجسام والأوثان فلم