وقوله: {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} أي: بعد هذا البيان تشكون يا معشر المشركين وتكذبون بالبعث. والمرية (?) والامتراء: الشك. والآية حجة على منكري البعث بأن الذي ابتدأ الخلق يصح أن يعيده كما ابتدأه وقدر الأجلين له (?).
3 - قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} الآية، (الله) إذا جعلت هذا الاسم علمًا ثم وصلته بالمحل أوهم أن يكون الباري سبحانه في محل، كما تقول: زيد في البيت وتعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وتكلم أهل المعاني في هذا فقال أبو بكر (?):
(إن وإن كان اسمًا علمًا ففيه معنى ثناء وتعظيم المعظم) (?) ونحو هذا، قال أبو إسحاق: فقال: ({فِي} موصولة في المعنى بما يدل عليه اسم الله عز وجل، والمعنى: هو المنفرد بالتدبير في السموات والأرض، كما تقول: هو الخليفة في الشرق والغرب) (?).